تابعني

 اتبع العطاء في تويتر

السبت، 6 أبريل 2013

فـلسفـة الإحتـواء بين الكون والإنسان

تأملت الكون فوجدته مارس فن الإحتواء بتقنية عالية, وخضعت فيه الأحجام الكبيرة لهيمنة الإحتواء لتطلقه بكفاءة عالية, لحيز كل ما يشغل مساحة صغيرة أو ضئلية , برغم ماقد يحدثه من تغيرات حوله , يظل كل شيء في هذا الكون بحاجة ماسة لمساحة أكبر من المساحة التي يشغلها لتعطيه " إحتواءً " لـيكون أكثر " عطاءً " و " إيجابية " .
 إن الغيوم التي تحتويها السحب لو لم تجد السماء المترامية الأطراف أكبر منها مساحة لما أستطاعت ان تحدث تلك التغيرات والتصادمات فيما بين ماهو " سالب " و" موجب " لتمطر السماء ماء يحيّ الأرض " نباتاً " بعد موتها . والشمسُ تأملوها كذلك , فلو لم تجد الفضاء متسعا لها ــ برغم كِبر حجمها ــ لما تسنى لها بث طاقتها الهائلة ودفئها العظيم وضوئها الفاضح لكل من في هذا الكون الفسيح الأرجاء .

فــالمذهل حد " الدهشة " ان تستطيع " الماديات المحسوسة " إيجادة فن معنوي كهذا الفن بهذه التقنية العالية التي لم يختل لها نظام منذ ان خلق الله الكون بحكمته وبتدبيره تعالى , وكأنها تنافس الإنسان إنسانيته . ولكن المذهل حد " الألم " أن يفشل ملك " المعنويات الحسية " ـ الإنسان ـ في تطبيق أو إثراء أو تنفيذ أو ترجمة ماهو أساس في طبيعته , ولكنه الخذلان وعدم التوفيق . !! ليس العبرة بماهو " أصل " فالأصل يحقق التهيئة فحسب لماهو أروع وأجمل وأفضل ولكنه لا يشترط ابدا إعطاء " النتائج ". الإنسان أصله مفطور على معاني الإنسانية السامية , ولكن الأصل وحده لايكفل الترجمة والتطبيق فكم من فرد خذله الواقع وآل به القدر إلى ماليس بإنسانية .

وكم من ملك أضاع ملكه , لمجرد رأي فاسد أو مشورة وزراء ذاتيون , أو حاشية خائنة بعدت بهم النوايا عن الموضوعية أميالاً ومسافات . كم من دولة فرضت قوانينها لتخدم " ذوات " معدودة ولتحمي مجرد " هيكلها " متغافلة باقي أجزاء ذلك الجسد بل ونسيت " إهمالاً وبروداً " تحت ظل اللامبالاة عدد كبير من " الذوات " التي تسكنها وتتفيأ ظلها , كوطن يصعب على الأرواح الرحيل عنه ..! بربكم أي إحتواء هذا الذي يكتنزه العالم اليوم , ويمارسه ابناءه في زمن غدى فقير المعاني والأصول .. ! وأين هي الطاقة المركزة التي تستطيع تحويل جبال الجليد إلى أنهار عذبة, تغذي بها الأرض سهولا وأودية , تصب في بحارها رغم ملوحتها وعمق لجتها . ولكن الأنهار تعطي غير آبةً وتعي بعمق , ان هناك برزخ لا يخلط الملح الأُجاج والعذب أبدا . أي إحتواء تحمله الأنهار العذبة وأي أحتواء تحمله الشمس وأي أحتواء يحمله لنا الكون .!
 وبرغم هذا وذاك أحبر مقالي هذا وأقف أُراهن بثقة عمياء أنه " الإحتواء الجيد الواعي " وحده من يستطيع منافسة أي أحتواء في الكون . ذلك الإحتواء الذي فشل في صناعته أغلب بنو البشر " الفقيرون " في وعيهم وإدراكهم , ولم يعطوه حقه ولامستحقه, لاتأليفا فيه , ولا ترجمة له , ولا بحثا منطقيا عنه , ولا عرفوه بطريقة عادلة بعيدة عن الذاتية وقريبة من الموضوعية والواقعية . فأيها العظماء .. أعيدوا إلينا زمن مضى كان رواده حقا " إحتوائيون عظماء " انتهى ,,,