تابعني

 اتبع العطاء في تويتر

الخميس، 2 مايو 2013

حتى لو كُسر القلم , لن يجف الحبر ,,,




لربما .. تسائل الرامقون النجاح , بأعيُنٍ يشوبها الصمت القاتل , وقد تاهت نظراتهم في غياهب الجبّ الخانق , حيرةً ودهشةً , حيرةً تسجن خطواتهم , ودهشةً تقضّ مضاجع سباتهم , فــأيقضتهم قلوبهم المريضة متألمةً من صعودٍ , أو من محاولةٍ للصعودْ , فعضّوا على شفاههم بأسنان مسمومه , غرزوها بأنفسهم في أعماق جراحهم اليائسة , فلم تفتك إلا بهم , حتى أصابعهم المشبوهة لم تسلم من أنفاسهم الملوثة بلهيب الحسد والغيرة . 


ظلوا مع ذواتهم ـ التي قد تتبرأ منهم أحيانا ـ يرددون بقهر مكتوم يخنقهم ويُلاشي ماتبقى من نظراتهم تلك لينقلبوا على أعقابٍ مُوليّين الأدبار, فتباً لهم وتعسْ , يرددون بحمق أهوج , اسئلة سامجة لا طعم لها ولا رائحه , إلا طعم المرّ في حناجرهم ,ورائحة لا اعلم ماذا تشبه , فليس هناك صورة ذهنية في مخيلتي تساعدني في الخيال لأصف السوء , فأنفي لا يشمّ إلا العبق وأزهار الربيع .



لقد ظلت تترددُ في أعماقهم , موسيقى الندم الصاخبة ,على أعتاب قلوبهم , أنهم لم يكونوا من ذوي الحظ الوافر , بأغنية وسمُوها " بيا سوء حضيّ " وقام بأداء اللحن فيها خناسٌ لاصوت له غير الوسوسه .



عويل بلا بكاء , وبكاء بلا دموع , جعل منهم إنهزامية لاترى إلا تحت قدميها الصغيرة الساقين , فــ

أذْهلهم الصعودَ بلا سلالم .
وأرْقهم المضيَ بلا حذاء .

فكانت الغُصه الأخيرة التي ماتوا منها , حينما وجدوا أنفسهم أمام أيّديهم المشلولة ,لا يستطيع التصفيق لمن حولهم , وأمام ألسنتهم التي تجمّدت في أحضان أفواههم , فلم يسعفهم الحال بتقييم للمقام , فذهبوا ولم يقولوا كلمة الإحسان الموصوفة بــ أحسنت , أو رائع , أو مذهل , أو ممتاز .


لأن تركيبة هذه الحروف سامة , بالنسبة لهم فكيف لهم الموت بالسم الزعاف , وهم لازالوا يرغبون بحياة مثل حياة من أمامهم تماما ,غاضين الطرف عما هم فيه من نعيم , وعن ماينال اؤلئك من جحيم , فـــ أعينهم لاترى إلا مافي أيدي الأخرين الظاهرة لهم فقط .


إنهم الــ قشوريون ـ اللذين ظنوا عبثاً أن لا أفضلية للموز , فأصبحوا لايرون إلا التمر فقط , برغم ان التمر لا رائحه له , وأن الموز ذا رائحة , فقدسوا النخلة الأولى ولفضوا النخلة الثانية رفضا لها , مع أنهما من فصيلة واحده . 


لم يحلّ في قلوبهم الرضا عن واقعهم .. فحلّت على عقولهم لعنة الغضب منه فجحدوه بكل تفاصيله .


فلم يكن أمام العقول الغاضبة , والقلوب الساخطة , سوى التمتمة بأبخرة الكره أمام إنجازات الناجحين .


رددوا مراراً وتكراراً ,أن كيف لهم الصعود دون سلالم أو كيف لهم يستمرون ولايملون ... ! 


مالذي وراء هذا المبتسم العطاء , بلا منّه وبلا نكوص للوراء . لسان حالهم يقول : يالهم من قوم ليس فيهم عقلٌ سفيه لتطيش يده في صحائفهم , ليته يكون .. ! , ليبعثر هذا , أو لينقص هذا , أو ليقزز هذا ويقمص ذاك .



إنها تساؤلات الحقد البعيدة كل البعد عن الحدث الغائر في أعماق اللحظة الباهضة الثمن , وعن اللذة , التي يجنيهــا العذاب العذب .. !!



واستيقظ الحادي بعد ذلك على صدى تلك التساؤلات يردد قائلا :
لو كان الحقد طفلاً متمرداً لعلمته معنى الحب والاحترام , وفهمته كيف يكون الحنان والوئام , لعلمته شيئا جديداً لم يعرف معناه ولم يفهم قيمته , مسكين أنت أيها الحقد , يكفي أني أقول أنك المحروم من اللذه , وهذا يجعلني انظر إليك بعين الشفقه لا بعين الكره إطلاقاَ .



مدّ العطاء يده , ليطعمك أيها الحقد شيئا من اللذة , فلفضتها , لأنك لاتعي قيمة السخاء , لأنك لم تجرب أن تمدّ يدك لتعطي , ففي كل مره تمدّهـا لتأخذ لصالح الأنا , التي بداخلك ... !!!


عذراً أيها الحقد فتركيب القاف فيك يٌقْلَقِلْ أعماقي ويٌقْلِقْ آفاقي , عذرا أيها الحقد أرحل عن أرضي فسمائي لا تُمطر إلا نُطف العطاء ولا تُغيث إلا الضعفاء , ولا تسقي إلا الكرماء .





ومرت الأيام ونبتت البذور, وساقي العطاشى لازال يسقي فيهم الإنتماء نحو أرض ترابها مسك وطينتها الزعفران . فأخضرت الأوراق , وأرتوت الجذوع , وأورقت الأشجار , وخصُبت الأرض , ثم خرجت الثمار يانعة لذيذة الطعم , لأنه كان يحلم بلا حدود , وبلا قيود , ولم يقل يومــا أن الحلمْ خيال , ووهم , ومحال .




كان في كل مره يرى حلمه يتحقق يوم بعد يوم , لأنه قرر أن يجعل من الخيال واقعاً ملموساً ؛ 



فــــــاستطاع .




وفي هذا الفصل , انتهى موسم التذوق للثمار , وقد بدأت مواسم آخرى جديدة , لميلاد جديد , وقد تقاسم الناس دون سابق إنذار المسميات فكان " المُذيقون و المتذوقون " يباشرون أدوارهم في الحياة , وعند إنتهاء الموسم قرروا أن يتبادلوا الأدوار في العام المقبل .






وإلى حين القاكم ... لي بكم شجون ,,, 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق